مستقبل التعلم - أبرز النقاط لعام ٢٠٢٤

إلى رواد المستقبل في الإمارات، مع اقترابنا من عام 2025، لنأخذ رحلة ممتعة ومليئة بالإلهام إلى عالم التعليم المتغير باستمرار. إذا كنت مثل غيرك من الطلاب العاديين، فقد تجد الدراسة مملة أحيانًا. قد يكون التحديق في الحائط أو الاستغراق في أحلام اليقظة أكثر جاذبية من الغرق في صفحات الكتب. لكن لحسن حظك، أنت تعيش في زمن الابتكارات المذهلة وفي بلد يواكب أحدث تقنيات التعليم — مما يجعل رحلتك التعليمية أكثر متعة وأقل مللًا

لذا، دعونا نستعرض أبرز تطورات التعليم لهذا العام وكيف ستؤثر على عام ٢٠٢٥

1. التعلم عبر الألعاب

تخيل هذا السيناريو: بدلًا من حفظ التواريخ أو المعادلات، تجد نفسك تتقدم عبر مستويات، تجمع النقاط، وتحصل على مكافآت عند إتقان موضوع معين. فكرة رائعة، أليس كذلك؟ التعلم عبر الألعاب لا يقتصر على اجتياز الاختبارات فقط، بل يجعل تجربة التعلم ممتعة ومليئة بالتشويق

على سبيل المثال، تطبيق نوليدج بلانيت في الإمارات يقدم ميزات الألعاب لمساعدة الطلاب على التحضير لاختبارات مثل اي سي تي و اس اي تي . وهناك أيضًا كلاسكرافت، حيث تتحول الفصول الدراسية إلى عالم خيالي، ويكافأ العمل الجماعي بمكافآت مميزة

تشير الدراسات إلى أن دمج الألعاب في التعليم يمكن أن يزيد تفاعل الطلاب بنسبة تصل إلى 60% ويحسن من قدرتهم على الاحتفاظ بالمعلومات. حتى أن بعض المدارس في دبي بدأت بتجربة ماينكرافت النسخة التعليمية، مما يتيح للطلاب إعادة بناء المعالم التاريخية أو تعلم مهارات البرمجة في بيئة افتراضية

في عام 2025، من المتوقع أن تتبنى المزيد من الفصول الدراسية في الإمارات نهج التعليم بالألعاب، بدءًا من تطبيقات تعلم اللغات وحتى التحديات الموجهة للعلوم والتكنولوجيا

هل تعلم؟ السوق العالمي للتعليم بالألعاب من المتوقع أن ينمو من 9.1 مليار دولار في عام 2020 إلى 30.7 مليار دولار بحلول عام٢٠٢٥

تابع المزيد من طرق التعليم المستقبلية

2. التعلم بالطريقة التي تناسبك

هل شعرت يومًا أن المدرسة تتحرك إما بسرعة فائقة أو ببطء شديد بالنسبة لك؟ هنا يأتي دور التعليم المعتمد على الكفاءة سي بي اي. بدلًا من التسرع في إنهاء المنهج، تتعلم بوتيرتك الخاصة، وتتقن المفاهيم قبل الانتقال إلى غيرها

تشير الدراسات إلى أن هذا النهج يعزز الاحتفاظ بالمعلومات بنسبة تصل إلى 30%، حيث يستوعب الطلاب المعرفة فعليًا بدلًا من مجرد الحفظ لأجل الاختبارات. إنه تعلم مخصص، خالٍ من الضغط، ومبني حول احتياجاتك

على المستوى العالمي، تقود فنلندا هذا الاتجاه، حيث يتيح النظام للطلاب تصميم مساراتهم التعليمية. أما في الإمارات، فقد بدأت مدارس مثل مدرسة الابحاث العلمية في دبي بتطبيق هذا النوع من التعليم، مما يتيح للطلاب استكشاف مجالات مثل الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات بعمق أكبر. كما تقوم مدارس جيمز للتعليم بتجريب برامج تعتمد على إتقان المهارات، حيث يمكن للطالب المتفوق في اللغة الإنجليزية الالتحاق بورش الكتابة الإبداعية، بينما يقضي آخرون وقتًا إضافيًا في بناء أساسيات النحو

3. الذكاء الاصطناعي... رفيقك الدراسي الجديد

قد تكون بالفعل تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل منتظم في أداء واجباتك أو فهم المفاهيم الجديدة، لذا لا حاجة لإقناعك بفوائده

وبالمثل، لم يعد هناك حاجة لإقناع المدارس والمعاهد بأهميته، حيث إنها بدأت بالفعل في دمجه في أساليبها التعليمية اليومية. هذا صحيح! المعلمون الذين كانوا ينتقدون الذكاء الاصطناعي بسبب مساعدة الطلاب في الغش على واجباتهم المنزلية، يتعلمون الآن كيف يحتضنونه كأداة تعليمية. لكن لا تتحمس كثيرًا، فستظل تتلقى التوبيخ إذا اعتمدت عليه بالكامل لكتابة مهامك

في الإمارات، تستخدم المدارس منصات مثل سنتوري تيك لتحليل أساليب تعلم الطلاب وتخصيص الدروس وفقًا لذلك. إذا كنت تجد صعوبة في الجبر، سيرسل لك الذكاء الاصطناعي تمارين إضافية. وإذا كنت تتفوق في الأدب، سيقترح عليك مواضيع متقدمة لتظل متحفزًا.

برنامج الإمارات للتعلم الذكي يدمج الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الفصول الدراسية الرقمية

لومة ممتعة: من المتوقع أن ينمو دور الذكاء الاصطناعي في التعليم عالميًا بنسبة 40% بحلول عام 2025. لذا، لا تتفاجأ إذا كانت اختباراتك القادمة يتم تصحيحها بواسطة خوارزمية فائقة الذكاء تعرفك أكثر من معلمك

4. تعزيز التراث الثقافي في التعليم

ماذا لو لم تكن دروس التاريخ مجرد حفظ للتواريخ، بل تجربة غامرة تعيشها؟ تمتلك الإمارات والمنطقة العربية تاريخًا غنيًا بالثقافة والتقاليد والهندسة المعمارية. لذا، فإن دمج التعليم مع الفخر الثقافي يعزز من تجربة التعلم ويغرس حب الوطن في نفوس الطلاب. على سبيل المثال، بدلاً من مشاهدة صور باهتة في الكتب المدرسية، يمكنك تعلم الهندسة المعمارية الإماراتية القديمة عبر تقنيات الواقع المعزز. متحف المستقبل في دبي يقدم جولات مدرسية تجمع بين السرد الثقافي والتقنيات الحديثة، مما يتيح للطلاب استكشاف تاريخ الإمارات باستخدام نظارات الواقع الافتراضي

وجد استطلاع أجراه مجلس التعليم في دبي أن 85% من الطلاب الذين شاركوا في برامج ثقافية أظهروا تفاعلًا أكبر في دروس التاريخ والدراسات الاجتماعية

5. المزيد من الدعم والتقنيات

الجميع يحتاج إلى القليل من المساعدة أحيانًا، والإمارات ترتقي بمستوى الدعم الذي تقدمه للطلاب. على سبيل المثال، مبادرة "إفاد" التي أطلقتها شرطة دبي تربط الطلاب بخبراء عالميين، وتوفر فرص الإرشاد، والندوات، وحتى جلسات استشارية فردية

إضافة إلى ذلك، تستفيد الإمارات من الابتكارات في الدول المجاورة. على سبيل المثال، يتم تبني منصات مثل "موهبة"، المبادرة السعودية لتطوير المواهب، لتعزيز الطلاب الموهوبين

السوق التقني التعليمي في الإمارات يشهد نموًا ملحوظًا، مع توقعات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 6% بين عامي 2024 و2030. يعني هذا المزيد من الأدوات الرقمية والمنصات التفاعلية التي ستُثري تجربة التعلم بمحتوى مميز وفصول دراسية افتراضية

كما ترى، مستقبل التعليم في الإمارات مشرق ومليء بالفرص المثيرة. يعد عام 2025 بأن يكون عامًا تتحول فيه الفصول الدراسية إلى مغامرة ممتعة بدلًا من كونها عبئًا يوميًا. لذا، استعد، لأن رحلتك التعليمية على وشك أن تصبح أكثر تشويقً