
- الدراسة في الخارج
مستقبل التعلم - أبرز النقاط لعام ٢٠٢٤
إلى جميع روّاد المستقبل في الإمارات، ومع استعدادنا لعام 2025، دعونا...
"التقديم للجامعة مرهق للغاية!" تنهدت علياء وهي تغلق جهاز الكمبيوتر المحمول بعصبية. نظر إليها صديقها نوح، الذي كان يتصفح موقع إحدى الجامعات البريطانية، وابتسم بمكر قائلاً: "على الأقل، لستِ مضطرة لكتابة بيان شخصي من 47 سطراً!"
ساد الصمت في الغرفة. أدرك كلاهما أنهما يواجهان الصعوبة نفسها—علياء مع طلبات التقديم للجامعات الأمريكية، التي تتطلب مقالات وأنشطة لا منهجية ودرجات اختبار SAT، ونوح مع بيانه الشخصي الدقيق لطلب التقديم للجامعات البريطانية.
إذا كنت متردداً بين الدراسة في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، فقد تجد نفسك في موقف مشابه لعلياء ونوح. فكلا الوجهتين توفران فرصاً رائعة، لكن لكل منهما متطلباتها الفريدة وعملية تقديم قد تسبب لك الصداع! لنلقِ نظرة تفصيلية على ما يميز كل نظام منهما.
يُشبه نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة بوفيهاً مفتوحاً يقدّم خيارات لا حصر لها! حيث يضم أكثر من 4,000 كلية وجامعة، تتنوع بين جامعات النخبة مثل Ivy League والمؤسسات الصغيرة المتخصصة في مجالات معينة. ومن أبرز مزايا النظام الأمريكي أنه لا يتعين عليك اختيار تخصصك مباشرة، إذ تتيح لك العديد من الجامعات استكشاف مجموعة واسعة من المواد الدراسية من خلال منهج الفنون الحرة.
على سبيل المثال، إذا كنت شغوفًا بالعلوم لكنك تحب التصوير الفوتوغرافي أيضاً، فإن النظام الأمريكي يتيح لك متابعة كلا الاهتمامين دون الحاجة إلى الالتزام بأحدهما فوراً.
على النقيض من ذلك، يشبه النظام في المملكة المتحدة طلب الطعام من قائمة انتقائية، حيث تحتاج إلى معرفة ما تريده بالضبط. تتوقع الجامعات البريطانية من الطلاب التقدم لدراسة تخصص معين، ويتم تقييم طلبك بناءً على مدى ملاءمتك لهذا التخصص. لذا، إذا كنت تخطط للتقدم لدراسة تخصص الفيزياء في جامعة كامبريدج، فيجب أن تعكس درجاتك الأكاديمية، وبيانك الشخصي، ورسائل التوصية الخاصة بك شغفك العميق بالفيزياء، وكأنها تصرخ: "أنا مهووس بالفيزياء!"
تتميز برامج الدرجات الجامعية في المملكة المتحدة بتركيز أكبر. فمعظم برامج البكالوريوس تستغرق ثلاث سنوات بدلًا من أربع، مما يعني أنك ستتعمق مباشرة في تخصصك دون الحاجة إلى دراسة مواد عامة. كما أن الحصول على الدرجة خلال ثلاث سنوات يوفر عليك عامًا كاملًا، مما يمنحك بداية مبكرة في مسارك المهني. وبالنسبة للطلاب الذين يعرفون بالفعل وجهتهم المهنية، يمكن أن يكون هذا ميزة كبيرة
التقديم للجامعات الأمريكية قد يشبه مغامرة سوبر ماريو في مسار مليء بالعقبات! ستحتاج إلى التعامل مع:
✔ الاختبارات المعيارية - سات أو اي سي تي
✔ مقالات متعددة
✔ الأنشطة اللادراسية ورسائل التوصية
✔ المقابلات الشخصية
ولا ننسى المقال الشهير في طلب القبول المشترك الكومن آب، الذي يعيد معظم الطلاب كتابته عدة مرات للوصول إلى الصيغة المثالية
ثم هناك التكلفة. يمكن أن تتجاوز رسوم الدراسة في أفضل الجامعات الأمريكية 50,000 – 70,000 دولار سنويًا، دون احتساب نفقات المعيشة. ورغم توفر المساعدات المالية، فإن البحث عن المنح الدراسية والقروض قد يكون تجربة شاقة أخرى
على الجانب البريطاني، تعد عملية التقديم أكثر بساطة—بيان شخصي واحد وما يصل إلى خمس اختيارات للجامعات عبر يو سي اي اس. ومع ذلك، فهي ليست خالية من التوتر. نظرًا لأن البيان الشخصي يعد أحد المعايير الرئيسية للقبول، يجب أن يُظهر شغفًا قويًا بالمجال الذي اخترته. إنه أشبه بوضع كل بيضك في سلة واحدة
بالإضافة إلى ذلك، فإن متطلبات القبول صارمة. غالبًا ما تطلب الجامعات المرموقة درجات عالية في المواد ذات الصلة. وعلى الرغم من أن رسوم الدراسة في المملكة المتحدة أقل عمومًا من الولايات المتحدة 9,250 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا للطلاب المحليين و20,000 – 30,000 جنيه إسترليني للطلاب الدوليين، إلا أن تكاليف المعيشة—خاصة في لندن—يمكن أن تتراكم بسرعة.
تُعتبر الشهادة الجامعية الأمريكية أكثر تنوعًا، حيث تفتح الأبواب أمام مسارات مهنية مختلفة. تركز الجامعات الأمريكية بشكل أكبر على التدريب العملي، وبناء العلاقات المهنية، والاستفادة من شبكة الخريجين، مما يمنح الطلاب ميزة قوية عند دخول سوق العمل. كما أن مرونة النظام الأمريكي تتيح إمكانية تغيير المسار الوظيفي، إذ يتجه العديد من الطلاب إلى دراسات عليا في مجالات مختلفة تمامًا عن تخصصهم الأساسي.
الاقتصاد الأمريكي أيضًا أقوى من نظيره في المملكة المتحدة. وبفضل السياسات التي تركز على نمو الأعمال، تتوفر فرص وظيفية أفضل في قطاعات مثل التكنولوجيا، والتمويل، والرعاية الصحية.
من ناحية أخرى، تحظى الدرجات الجامعية في المملكة المتحدة باحترام عالمي، خاصة بسبب تخصصها الدقيق. فإذا كنت تسعى لأن تصبح مهندسًا معماريًا، طبيبًا، أو محاميًا، فإن البرامج المركزة في المملكة المتحدة يمكن أن تساعدك في التأهل بشكل أسرع.
ومع ذلك، يواجه الاقتصاد البريطاني تحديات عديدة—بما في ذلك البريكست، والتعريفات الجمركية من الاتحاد الأوروبي، وتأثير الحرب بين أوكرانيا وروسيا—مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. ومع ذلك، ليس كل شيء قاتمًا. إذ يستفيد الطلاب الدوليون في المملكة المتحدة حاليًا من تأشيرة مسار الخريجين، والتي تتيح لهم البقاء والعمل لمدة سنتين بعد التخرج، مما يمنحهم وقتًا قيّمًا للعثور على فرصة عمل.
في النهاية، يعتمد الأمر على أولوياتك.
✔ هل تحب التنوع والمرونة وتحتاج إلى وقت لاستكشاف اهتمامات مختلفة؟ إذن، قد يكون النظام الأمريكي هو الخيار المناسب لك.
✔ هل أنت مركز تمامًا على مسار مهني محدد وترغب في التخرج بسرعة؟ إذن، قد يكون النظام البريطاني هو الخيار الأفضل لك.
كلا النظامين التعليميين يحملان فرصًا وتحديات خاصة بهما. لذا، خذ نفسًا عميقًا، احصل على وجبة خفيفة، وابدأ العمل نحو مستقبلك المشرق!
إلى جميع روّاد المستقبل في الإمارات، ومع استعدادنا لعام 2025، دعونا...
الإمارات هي وجهة مميزة للطلاب الدوليين—بفضل تنوع ثقافاتها، وجامعاتها الرائدة، وفرصة لـ...